واو الثمانية
لُغتُنا العربية الجميلة
ماذا تعرف عن واو الثمانية؟
لمُتذوقي اللغة العربية : سؤال :
لماذا في سورة الزُمَرِ جاء قول الله تعالى في حق الكفار بصيغة (حتى اذا جاءوها فتحت أبوابها ) بدون واو .. وفي حق المُؤمنين جاءت بواو قال تعالى
(حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) الآية 73 من سورةِ الزُمَرِ،؟ !لأنَّ أبواب جهنم أعاذنا الله وإيَّاكم سبعة، بيْنما أبوابُ الجنة ثمانية ويُضاف للباب الثامن أوالكلمة الثامنة في اللغة الواو والتي تُسمَّى واوالثمانية ، وإليْكم التوضيح :
انظر جمال اللغة العربية : واو الثمانية :
كم في كتاب الله من لمحاتٍ بلاغيةٍ أبهرتْ الباحثين والمُشتغلين بالفُصحى وآدابِها.. ؟!!
ومن هذا ما أطلق عليه واو الثمانية،وهذه وقفة بيانية جميلة مع :
واوالثمانية دقة مُتناهية لنعلم أنَّ القرآن لوْكانَ صنعاً بشرياً لما كان بهذه الدقة التي يتحدَّى بها كل مُشككٍ
(ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً) 82 من سورة النساءِ .
سُمِّيَتْ واو الثمانية بهذا الاسم لأنَّها تأتِي بعد ذكرِسبعةِ أشياءَ مذكُورةٍ على نسقٍ واحدٍ من غيرِعطفٍ ثم يُؤتى بالثامن مقرُونا بالواو.
تقول على سبيلِ المثالِ:مُحمدٌ:عالم فاهم راسخ تقي نقي زكي ورع،و زاهد.
وهوأسلوبٌ عربي،ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى :
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (112) من سُورة التوبة .
فقد ذكرسبعة أوصاف ثم ذكرالثامن بالواو .
ومنه قوله تعالى : (عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) (5)من سُورة التحريمِ .
ومُلاحظة أخرى:
اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها،مثل قوله تعالى:(سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) (22) من سُورة الكهفِ .
لمْ يعطفْ بالواو في رابعهم ولا في سادسهم بل عطف بها في ثامنهم .!
ومن ذلك قوله تعالى: (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام) الآية 7 من سُورةِ الحاقةِ .
وأعجبُ من ذلك ما جاء في قوله تعالى:(حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا) (الزمر:71) تصفُ حال الكفار عند وصولهم إلى النار،حيْثُ تُفتَحُ لهم أبوابُها على الفوربعد سَوْقِهم إليْها زُمَراً،هذا الفتح المُفاجِئ للأبواب يُضيفُ إلى عذابِهم النفسي،حيْثُ يُظهرُلهم أنَّهُم قد وصلوا إلى نهاية المطاف في هذا العذاب الأليمِ .
بينما قال تعالى عن دخول أبواب الجنة،(حتَّى إذا جاءُوها وفُتِحَتْ أبوابُها) الآية 73 من سورةِ الزُمَرِ، والصورة بالكاملِ تتمثَّلُ فيما يلي:(قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74). لاحظ إضافة حرف الواو هنا :
فالأولى لم تقترن بالواو ومعلوم ان ابواب النار سبعة،أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية
جعلنا الله واياكم من اهل الجنة،اللهم آمين .
الكاتب
حسين نصر الدين.
29/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق