على هامشِ الحياة
سَلَكَت طريقًا يشبَهَ الحياة
بلا رائحةٍ سوى رائحةِ التراب الرطب والجاف
تمشي حافيةَ الأقدام
ولكن بلا أثرٍ ولو صغيرًا
بقدر حبةِ رملٍ ملساء؛ لأن الرياح الواقفةَ تمسحُ آثارَها المتعبةَ
تبحث في المجهولِ
عن حبةٍ تشبهُ ضوءَ الشمسِ
أو تشبهُ نصفَ القمر
تختبئُ أحيانًا
من الصدى البعيدِ
على قارعةِ الموت
لا تحملُ خنجرًا ولا سكينًا
بل تحملُ جَلَدَها الكبيرَ
وإرادتَها النملاويةَ الصلبةَ
الجحورُ الضيقةُ
في نظرها قصورٌ لايسكنُها إلا المترفون الفارهون
وها هي تحلمُ
متى تكونُ ملكةً
أو حتى جنديةً في معسكراتِ النملِ المتوحشةِ
ربّما لو وجدت مستعمرةً
لكنّها تنظرُ خلفَها
فلا من أحدٍ سواها
كأنَّ هذا الوجودَ
لم يخلق سوى نملةٍ، ومدًى كبير يكفي نصفُ ميلٍ
منه ملايين النمل
لا قيمةَ للذهبِ عندها
ولا المالَ أو الكنوزَ
إنًها خُلقت لتعمل
وهي تنظرُ لظلِها النحيلِ
لا ترى فيه إلا مستشعراتِها
تلعقُ بهما الهواء
وفي حركةٍ شبهِ مستمرّةٍ
نحو اليمين والشمال
لا أحدَ يشبهُها في هذا الكونِ
لا حبذا لو وجدت صرصورًا أو جُندبةً ؛ لتعلمَ التنوعَ في هذا الوجود
تحاولُ أن تفهمَ مالم يفهمهُ النمرود
وتستوعبَ ما استوعبَه سليمانُ
هي متأرجحةٌ بين البقاءِ والموتِ بين الحياةِ والفناء
تسيرُ تحتَ الأرجلِ
والأقدامُ العملاقةُ
تطأُ عالمَها الهش
فيعيدُ بنو جنسِها أخطاءَ الآدميين
لم تخلع لبسَ السوادِ
فالأحزانُ لم تسمح لها بذلك
فلا بدَّ أن يأتيَ يوم لتلبسَ ما تشاءُ وستختارُ لونًا لم يُخلق بعدُ
لكنّهُ موجودٌ في مخيّلتِها
كلُّ الذين فقدتهم
هم هامشٌ من حياة
وعليها أن تقرصَ قدمَ أحدِهم لتستمرَّ حياةُ النملِ
ويبقى جنسُهم يحفرُ في المجهول .
الكاتب
سيد حميد عطاالله الجزائري.
17/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق