مكرُ الطغاة
أهلُ البَقَرَةِ الصفراءِ ما كادوا لها
أنْ يَذبَحُوها، كَيْدُهُمْ قَدْ أبدَعـاهْ
كُلٌّ أتاهم بالبشارةِ ناطقٌ
قالوا: وما لونُ البقَرْ؟ فيهِ ادِّعـاهْ
قالوا اشتَبَهْ، إنَّ التشابُهَ زائدٌ
كلُّ الجَوابِ بعينِهِمْ فيهِ الجفـاهْ
ويُماطِلونَ، يُجادِلونَ، خُبثُهمْ
مَرَنَ السُّؤالَ، وجَهْلُهمْ قد أضْحـاهْ
صنعوا من المَطلِ الكذوبِ وسيلةً
ليطيلَ عُمْرَ الحِيرةِ المُتناهـاهْ
عاهدتُمُ، ولَكُم جناحٌ للسَّلَمِ،
لكنْ إذا نَفَضُوا العهودَ رأَينـاهْ
ما ذَبَحُوا البَقَرَةَ إلاّ كرْهَةً،
سألوا وسألوا، والرسولُ تنسّـاهْ
قالوا: نَحنُ أحبابُ رَبٍّ واحدٍ!
لكنْ بُغضُ اللهِ عنهمْ مِدَّرَاهْ
قَتَلوا، وأفسدَتِ البلادُ ببطشِهمْ،
ساروا على دربِ الطغاةِ ومنْتـاهْ
خانوا العهودَ، وما وفَوا بوعودِهمْ،
طبعُ الخيانةِ فيهمُ قَدْ جَلْجـاهْ
كمْ طَغى قبلَهمْ عَادٌ وثَمودُ،
فأتاهمُ في الأرضِ حُكْمُ الإبـتـاهْ
وسَيُبصِرونَ وإنْ تلثَّمَ ظُلمُهمْ
أنَّ انتقامَ الحقِّ آتٍ لا نجـاهْ
الكاتب
نسيم خطاطبه.
29/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق