نبض نخلة: احذروا دائما اخر درجات السلم//بقلم الكاتب عبدالكريم مدايني

الأحد، 3 أغسطس 2025

احذروا دائما اخر درجات السلم//بقلم الكاتب عبدالكريم مدايني

 إحذروا دائما أخر درجات السُلَّم  


كلمات على عجل: 


الجمهور يُغادر مَدارج المسرح البلدي أثناء عرض المُمثل الكبير والمسرحي المُخضرم صاحب السّبعين عاما .....

 عملاقُ المسارح والاضواء ؟!

الفصل الأخير ...الحياة مسرحيّة تراجديّة مَقيتة ومفاجأة آخر حلقة، انهزام البطل ووقوعه في البلاهة والسّطحيّة وفخ الرّداءة السّائدة ...

الجمهور يغادر المسرح ... 

-أين تُصْرَعُ الثيران ؟...

- حيثُ تنتهي كل الفُصول بحلول الخريف، خريف السُّقوط المُدوّي ..

معلومة هامّة ..

يهدف المثقّفون السّطْحٍيون للحصول على أكبر قدرٍٍ مُمكن من الفوائد الماديّة، وهذا حقيقي... السّطحيون أيضا يهتمون كثيرا بمظاهرهم وعلاقاتهم تتمحور حول بَهرج الذّات .... وهذا واقع كل السّطحيين في السّاحة الثقافيّة.. 

إحذروا دائما آخر درجات السُلّم ... 

الجماهير تغادٍر مقاعدها وتتسلل بكل هدوء وتحضُّر وسط ذهول مُطبق ...

 الأضواء على خشبة المسرح تترنّح وتتداخل وأصوات الموسيقى التصويريّة تضْمحِلُ وتتلاشى إلا من خشخشةٍ بإحدٍ الأجهزة تصُمُّ الآذان ... بينما رَكع المسرحيُّ الكبير على رُكبتيه كتمثالٍ من رمال تحت نورٍ باهر يغمُرُه، وسط فوضى عارمة وهمهماتٍ مكبوتةٍ في الرّدهات و بالكواليس ...  

المسرحي العملاق يسقطُ إلى حضيض السّذاجة والفجاجة و البذاءه وعدم الاكتراث ...  

أحذروا دائما أخر دَرجات السُلَّم ...!!

الذّوق العام يتغير وجمهور الأمس اكتفى بتصفُّح الجرائد على ناصية الشوارع لأن جيل المُمثلين الجُدد طٍباعُه مُغايرة تماما للسّائد ... ولهم جمهورهم من نفس الموجةٍ والفَصيلة والطٍّينة ...

الجبـــــــــل العملاق يتهاوى.

والميوعة والسّطحيّة تتصدّرُ المشهد..

ومسارحُنا تحنُّ لتصفيق المُعجبين الايجابي الذي يُثري العرض دون غَوغاء و دون ثُغاء ودون عُلب السّردين والخبز و أزأزةٍٍ الفواكه و جلبة الأطفال ... 



الكاتب 

عبد الكريم مداني.

4/8/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

احذروا دائما اخر درجات السلم//بقلم الكاتب عبدالكريم مدايني

 إحذروا دائما أخر درجات السُلَّم   كلمات على عجل:  الجمهور يُغادر مَدارج المسرح البلدي أثناء عرض المُمثل الكبير والمسرحي المُخضرم صاحب السّ...