ازف الرحيل
الآن قد حل القطار...
على رصيف الانتظار ..
ازف الرحيل..
عن الديار..
بلا وداعٍ أو دموعٍ
بلا خشوعٍ أو ركوع ..
أو حتى أجراس ترن
للصلاة على يسوع..
ازف الرحيل ..
هذا زمان الأمنيات
الحالمات
المقبلات المدبرات..
النابتات بلا جزوع ..
المورقاتِ بلا فروع ..
هذا زمان الحب
من طرفٍ وحيد...
هذا زمان المستحيل
المشرئبُ من الجراح...
من الوريد...
ازف الرحيل ...
بلا وداعٍ أو شموع..
بلا حنينٍ أو رجوع..
ازف الرحيل ...
ومضى القطار
بلا تنهُد وانكسار...
قد كان في وضح النهار ...
يحمل أمانينا الغفار ...
ويشد خاصرة الزمان
دون اعتبارٍ للمكان
ازف الرحيل..
يا من حسبتك
ذات يومٍ ارخبيل
ونثرت حبك في الاصيل
ونظمت شعراً كالهديل
اسميتهُ الوهم النبيل
قد كان عشقا مستحيل
ازف الرحيل...
سيظل مابين الضلوع
لاينتظر يوم الطلوع ..
ازف الرحيل
ومضى على عجل القطار ...
ليغني بالحُزن الودار ...
ألحانهُ وقع انشطار....
ايقاعهُ بردٌ ونار ..
ازف الرحيل...
قبل أن يأتي الشتاء..
متدثراً ثوب الصقيع..
وكان حتما أن يُضيع..
فالمسحيلُ بلا شفيع
ازف الرحيل..
فحفرت قبرا للهوى ...
اسجيت فيه الأمنيات ...
وقبرتُ فيه الذكريات...
وبقايا همس الامسيات ...
ازف الرحيل .
مرت محطات المُحال ...
دون اكتراثٍ للسؤال ...
دون انتظار الابتزال ...
حتما سيأتيك الصدى ...
يوما ولو بعَُدَِ المدى ...
ازف الرحيل ...
هذا زمانٌ بات فيه
الحب اندر ما يكون ...
متقلبٌ بين الوشاية
والجنون
وافتعالات الوصايةِ
والشجون ...
فغدى بلا طعمٍ ولون
مثلا كما يُزرى الرماد
على العيون ...
ازف الرحيل ...
هذا زمانٌ بلقعٌ
لا الحب فيه ولا الصفاء
يؤذيك من برد الشتاء
يُسخن سماعك بالغناء
فالكاذبون بلا حياء ..
ازف الرحيل ..
فاللحنُ مشروخٌ
وفي الصوت غباء
والصمتُ معقودٌ
ويخلو من الوفاء
والسُم مدسوسٌ
في قاع الاناء
والأمر متركٌ
لمصاص الدماء
ازف للرحيل...
هذا زمان الاشقياء ....
الواهمون الحالمون ...
بفيّ ظلٍ لا ظليل ..
الباحثون عن العناء...
في حضرة الكأس الثميل...
المشرعون الى التعاسة ...
بلا فنارٍ أو دليل ...
والنجمُ في كبد السماء ...
متحمساً للمستحيل ...
ازف للرحيل...
تعسا لهذا العشق ...
منقطع النظير ..
عشقاً لظى أغصانه
ُ لفح الهجير...
وتغطي نجواهُ
ثلوج الزمهرير...
ازف الرحيل....
عن أي عشقٍ يبحثون ...
عن أي كدرٍ يسألون...
عشقاً يضا
الكاتب
عمر نعمان.
8/8/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق