من أرض فلسطين
بحر الكامل
أنا حُورِيَّةُ الرّاعِي، وشَوْقِي لَظى السَّبِيلِ
تُقاسِمُنِي جُرُوحِي كُلُّ مَوْجٍ عَلَى الرَّحِيلِ
سَكَنْتُ البَحْرَ فِي صَدْرِي، وَهَاجَ الحُلْمُ فِي مَقَلِي
يُقَلِّبُنِي الحَنِينُ، وَيَكْتَوِي سِرِّي بِمُشْتَعَلِي
ثِيَابِي غَيْمَةٌ شَفَّتْ، وَتَحْكِي سِرَّ مُبْتَدَلِي
يُلامِسُنِي الغُرُوبُ، كَأَنَّهُ وَجَعٌ عَلَى الأَمَلِ
هُنَا فِي الصَّدْرِ مِرْسَاةٌ، وَفِي العَيْنَيْنِ أَشْرِعَةْ
وَفِي أَعْمَاقِ رُوحِي هُدْأَةٌ لِلْبَحْرِ فِي جَذَلِي
أَنَا مِنْ "يَافَا" أُمُّوْجَتِي، وَمِنْ "غَزَّةْ" تَنَهُّدِي
وَبِي "الخَلِيلُ" إِذَا نَادَى، يُهَدْهِدُنِي عَلَى الأَمَلِ
شَرِبْتُ المَوْتَ مِنْ كَفِّ الرَّصَاصِ، وَمَا انْحَنَيْتُ
وَسِرِّي لَا يُحَاكِينِي، وَلَا يَرْضَى بِمُبْتَذَلِي
أُغَنِّي لِلسَّمَاءِ، وَفِي غِنَائِي أَلْفُ مَلْحَمَةٍ
تُغَنِّيهَا الصُّخُورُ، وَتَهْتَدِي خُطْبِي عَلَى الجَبَلِ
وَإِنْ سَأَلُوا: مَنِ الأُنْثَى الَّتِي فِي البَحْرِ تَخْتَبِئُ؟
فَقُلْ: تِلْكَ ابْنَةُ الزَّيْتُونِ، فِي حُلْمٍ وَفِي أَمَلِ
تُخَبِّئُ فِي الضُّلُوعِ سُفُنًا، وَفِي الأَعْمَاقِ ذَاكِرَةً
وَتَغْسِلُ بِالرَّجَاءِ النَّبْضَ فِي قَلْبِي المُكَبَّلِ
أَنَا لَسْتُ الغَرِيقَةَ فِي الهَوَى، بَلْ فِي دَمِي وَطَنٌ
تُقَدِّسُنِي النُّذُورُ، وَيَرْتَقِي أَلَمِي لِمَنْزِلِي
أَنَا "حُورِيَّةُ الرَّاعِي" الَّتِي بِالشَّوْقِ مُتَّقِدَةْ
وَإِنْ مَاتَتْ حُرُوفِي، مَا انْطَفَى جُمْرِي وَلَا خَمَلِي.
الكاتبة
حورية الراعي.
9/8/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق