قلب في كف. ✨✨🥀
#قصة_قصيرة
أنه ارتجاف القلب... تصطك كل نبضاته ارتعاشا وانا جالسة في الردهة انتظار لدوري... كل ماحولي يشير الى عكس ماجئت لأجله.... ردهة الانتظار عصرية جدا تأثيثها يدل على ذوق رفيع ومستوىً مادياً مريحاً... لم اكن مرتاحة في جلوسي ربما لرهبة المكان وشدة أناقته وكأنني قد قصدت المكان الخطأ.
- ماذا تطلبين...؟؟
استفقت برعب من شرودي على صوت ذلك الشاب وهو يخاطبني....
-ماذا تطلبين آنستي...؟؟
- اريد مقابلة السيدة فتيحة... انا جئت بناء على حجز مسبق على صفحتكم بالانترنت.
ضحك الشاب بشكل عفوي على اجابتي قبل ان يردف:
- اقصد ماذا تشربين الى ان يحين موعدك؟
حرج الموقف زاد من ارتباكي تلعثمت الكلمات على طرف اللسان فما عدت قادرة على اعادة نظمها بشكل سلس فوجدتني اردد بتوتر عالٍ:
- ماء.. اريد ماء... اريد فقط كوب ماء.
لابد ان يكون في الامر خطأ ما... هكذا رددت بيني وبين نفسي... انها صفحة على الفيسبوك لسيدة تقول بانها تقرأ الكف وتتنبأ بالطالع وتعالج بالرقية.
أكل هذا البذخ في المكان لقراءة كف؟!!!!!
استفقت من شرودي على صوت السكرتيرة تطلب مني الدخول فقد حان دوري...
- السيدة فتيحة؟
- نعم.... اجلسي وئام.
ارتسمت الدهشة على ملامحي زادت خفقات قلبي.... قبل ان تجيبني بقولها:
- ليس علما بالغيب لاتجزعي... هل نسيتي انك. ملأت استمارة باسمك في السكرتارية..
- يالغبائي... اعتذر فعلا فالموظفة طلبت مني بياناتي الشخصية منذ ساعة تقريبا.
- ماذا تريدين وئام....؟
لماذا انتِ هنا؟
سؤالها شكل صدمة بالنسبة لي... لماذا استرعى نظري ذلك الاعلان الممول عن مكتب يمارس امور قراءة الكف ومعرفة الطالع... لماذا انا هنا؟؟
عقصت شعري المسترسل على أكتافي بحركة لاارادية ضممته للأعلى مسحت وجهي بكفاي كأنني استبق فيض الدموع من عيناي قبل أن أجيبها:
- أريد أن اعرف.... أين تتقاطع طرق الحنين.... عند أي دمعة سنلتقي؟
لم تنتظرني الدموع لأكمل جملتي ماان انتهيت منها حتى كان عنقي مبللا بشكل واضح بسيل منها.
-أردت التنبؤ بالغيب.. واختصار مسافة الاشتياق لعلي استطيع ان نام.
نهضت من خلف مكتبها واختارت اقرب اريكة لي جلست عليها تم قالت بصوت خافت:
- اعطني كفك..!
مددتها بشكل سريع وكأني ارتجي الخلاص الأن. واردفت قائلة:
- لا أعرف ماذا ستقرأين.. وهل لازال خط القلب مرتسم في مكانه ليخبرك بانعدام جاذبية البقاء على نصل وعد قديم .. يقال بأن الدموع تجرف معها كل شيء حتى الوعود العالقة بين صخور الاشتياق.. تعيد مسح كل شيء حتى تعيده لهيأته الاولى قبل الخراب.
لماذا دموعي لم تفلح في فعل ذلك..
واخبريني... هل لازال خط الحياة نابضا
ويتاقطع عند مشيئة الرحيل من طرف واحد دون أن يُبتر ليتخلص من بعض من حنينه... وهل ستطول الحياة مع كل هذا الشوق.
أخشى أن يخبرك كفي بأن كل هذا الحب كان عابراً دون أن يترك فيهم أدنى أثر وبأن كل مامررنا به كان صعبا على البقاء وان الفراق لم يكن الا تابعا مطيعاً.
افلتت تلك. السيدة كفي ببطء عادت بهدوء للجلوس خلف مكتبها..قبل أن تخاطبني بلهجة لينة:
لقد انتهى وقت الجلسة وئام... لاداعي لأن تدفعي شيئاً للسكرتيرة... فلقد قرأتي كفك بنفسك.
الكاتبة
*ام ميسم*
23/1/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق