إمراة كل العصور

امرأة كل العصور

-----------------

ترجل القرار 

كأنه بائعا للجلنار 

فلا تبتأسي 

قولي ..

تفجري ..

بركان شوق تداعى

ومسمار يندق بالورى

فلا تكوني إلاّ أنتِ

وسأبقى كذلك أنا 

تهطل 

مهما كانت غلتها من القطرات 

فالأرض عطشى

الجمال بين يديكِ قدرا 

فلا تعنفي أقداري

كبلي الماضي بشحيح أخباري 

دعيني أكرر الماضي 

فلا تكوني 

خائفة ..

مرهقة ..

فالمسير طويل 

مشوار قد يقضم 

أو أرض عن البحر تبتعد 

فهل لكِ تسبحين 

أو تغوصي بلا تمكين 

الدوار سكن البحر 

والحب كأنه حرب كبرى

تتراءى النجوم بعيون طفلة 

دعيني أبحر ضد التيار

وأرتدي الليل الصعب 

العذاب ..

الدموع ..

خوالج غارقة تحت مطبات السكون 

سننجز الرحيل 

فالقمر والرحيق كأنهن يرتديان الحريق

لا تلبسي ثياب الغفلة 

بل تداركِي .. فالنجوم لها خلوة 

يا امرأةً من خلف الستار 

دعينا نتسلى ..

نعشق الدمى

ألوان تهزأ من محابر تتدلى 

أؤمن بحبٍ للجيوش يتحدى

سامري صنع البلوى 

ثورا له خوار يسعى 

فليت نزق الحوار كواد في حبه مهرة يسعى

حبكِ زلزال أرهبني 

أو إعصار يبتلعني  

فليتكِ تختاري 

الابحار بسفني أو الغرق في بحر من أحزاني 

لا وسطية بالمشاعر 

البحر موجه يرتفع ومرات يكون مسافراً 

فهل ستدعيني حيران 

جنة أم نار أم شيئا من أشجان 

أحبكِ رغم الأحجار 

او طرقات مستحيلة 

سقوط بالدوار 

أعرف بلا شك 

أنكِ لحنٌ ومعزوفة لموزارت 

أو شك أو لعنة أقدار 

يا امرأة ..

لا تترددي ..

وبخي ..

فالمنفى في آخر البلدان 

عند البحر تنتظرين 

عند الشطآن تكتبين 

قصائد موزنة 

وأخرى كالحَب منثورة 

دعيني ألتقطها من بين الأضراس 

فحبكِ مودة 

كأنه نبض غيمة 

للدمع نازفة 

دعيني أعيش أزمان من حنين 

لا تنتهي وأن مات في اللفة الجنين 

أحبكِ رغم المنافي 

أو العيش على اسطح المشافي 

مجنونا كيس أو عاشق من الماضي 

يا امرأة دعي القرار يترجل 

ودعيني أعيش بعيد عن نار المراجل

فبيني وبينكِ 

ريحا ..

غيما ..

سماء تحترق ..

كل الأشياء تتضاد 

دعيني أكتبكِ تاريخا 

لأرسم بحرفكِ عقارب الساعات 

بكل رغبة 

اليوم ..

الأمس ..

بعد آلاف القرون 

يا امرأة كل العصور ..

الكاتب

الاديب عبد الستار الزهيري

18/3/2021