لم يتغيرْ شيء

هناك خطوة مكسورة .. كزجاجةٍ شفافة

وعصفورٌ يتمايل .. على غصنٍ أنيق

تُراقصه .. أنغام الصباح

لم تتغيرْ بصمة .. الراجلين على التراب

الذين مروا من هنا .. هم نفسهم 

الذين رحلوا .. خلف السحاب

والموسيقى نفسها ، والشحوب المطلي على وجه

العجائز ، ورائحة الخبز نفسها ، وعرير الصراصير

تحت عمامة الليل نفسها ، وقُبلة الجليد اللاسعة 

على أنوف الفلاحين نفسها

والحاضر الدموي لم يتغيرْ .. 

نفس الطقوس ، ونفس الباب ..

 المؤدي إلى حظيرة الإعجاب

لم يتغير شيء

قد تكون هناك منهجية جديدة ، في احتواء غضب

الصمتِ ، على ثرثرة السكون .. لكن الأسلوب

واحد فنفس السياط ، ونفس العذاب ، 

ونفس المخابرات ، ونفس الملك ، ونفس القودين ، 

ونفس نباح الكلاب

هناك خطوة مكسورة .. كزجاجة شفافة ، 

وأقدار نراها واضحة خلف الغموض ، والوحشة

وأموات يسرون .. خلف الجنازة

يطلبون الأرباب 

أن يكون مثواهم .. أفضل من مثوى الذئاب

لا نشك في مصيرنا .. لأننا أصلا مغيبون

فماذا ينقص عنّا .. إذا زدنا عن ذنب ذنب 

لا نشك في وجودنا .. لأن الوجود من دون حرية

كفرس جميل متعب

لا نشكُّ في غدنا.. لأن الغد ليس للعصابة

بل هو للشعب

لكن نشكُّ في من قال: أن قوة الأنظمة

أقوى من قوة الرّب

نطلبُ من المساء حراساً.. حتى لا ينفذ الوقت

من بين أزقة القادم، ومن هروب المعنى المشوش

كطفل بين يديه لعبة غجرية.. 

هل يتركها، وينسى الطفولة؟ 

ليعانق دين الكبار، ويقاسمهم لحم طِفلة سبية

مازالت ضفائرها لم تكتمل.. نطلب من المساء حراسا

قد صرنا لا نأمن.. غدر الظلام

فهناك زهور لحِمة.. وطيور لحِمة، 

وأنظمة لم تتركْ لنا.. حتى العظم

الكاتب

                ادريس الصغير الجزائر 

                  17 مارس 2021