غابة الزهايمر
هناك في غابة الأحزان ، حيث زفني نسياني
إلى نسياني واستراح ، واسترحت أنا بدوري
بين فواصل العقيق ، أستطرد وقتي
أجمع حقائبي
أتعرّف ، على رحلتي
مميز رحلتي ، واتجاهي
أنتظر الوقت ، وصفارة الباخرة
وتأشيرة المنفى الأخيرة
في غابة الأحزان ، هناك أشياء تجمعني
مع بهجة المكان ، قد تكون قطعة من موسيقى
سمعتها واقفٌ ، على ظهر الريح
أو مَشهد رومانسي ، رأيته في أحلامي
وأنا أتوسدُ تلال الأقحوان ، وأنظر أسراب البجع العائد من بحيرة الماضي
أتعبتني برودة المساء ، وقيلولة المساء
وانتظار عصافير المساء ، وانتظار عودتي
من تحت ركام الثلج الرمادي
حينما أردتُ ، أن استريح قليلا
قلتُ: في نفسي ، لعلي نسيت بعض ما كنت ، أبحث عنه في خيالي
أو أخطأت المسافة ، حينما كنت أبحث عن وجهتي
على بار السّراب .. نديم .. كنت أعرفه من قبل
أن تغتالني الظروف ، كان يسقيني
من كأس مملوءٍ ، بضوء دماء الأموات
التي كانت مسجونة ، بأحاديث الصّباح والمساء
مثلي انا
والجريدة الملونة ، بالأبيض والأسود
التي كان يقدمها ، فقد انتهكت من نظام أخر قنينة
قدمها لي
قلت في نفسي ، وأنا اتخلص من بقايا
أصوات العرافات ، وحشرجة الكلمات في حلقي
هل سأسبق العَبرة
وأختلي بما تبقى ، من دموعي
اسرضرض على نسياني
نمط النسيان الجديد
هل سيولد الحدث ، مما ترك الراحلون معلقا
في ذاكرتي
هل سأسبق الموت ، الى مخدعي
وأختار من ترابي ، ترابي إلى قبري
هل أخطأت المسافة ، والمكان والزمان
قلت في نفسي ،
وانا آخر ما كتبته ، بالأمس تاريخي الممتد إلى ما وراء الامتداد
ما تغيرت كثيرا وما كتبت عيوني
على لحاف الأغصان غير قصيدتي
المسكونة بأرواح الفواصل
وتفاصيل الورق الخريفي
وعودة العائدين ، إلى نكبة الجرح التاريخي
والمخمليين من عصف ، الحصاد الصيفي
ما تغيرت كثيرا ، وما كتبت عيوني
غير الصمت ، المطبق على صمتي
فأجمل الحوارات عيوني تكتبه ، وليس هناك قراء
يفهمون ماذا ، كتبت عيوني
تنازلات ، قتلت الغد
وتنازلات أجبرتني ، أن لا أتذكر ذكرياتي
هناك في غابة الأحزان ، حيث زفني نسياني
لم أجد .. أحدا .. على جرحي
فكلّ من كان .. يواسيني
صار جرحه غائرا.. يحتاج من يواسيه، ويواسيني
والرّيح صار.. يقدم أغنيه للفضاء، وأغنية لجرحي
و أغنية للغاب، وأغنية لمن أعتذر.. ان يواسيني
الكاتب
ادريس الصغير الجزائر
الخميس 10 سبتمبر 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق