نبض نخلة: غابة الزهايمر

الخميس، 1 أبريل 2021

غابة الزهايمر

غابة الزهايمر


هناك في غابة الأحزان ، حيث زفني نسياني
إلى نسياني واستراح ، واسترحت أنا بدوري

 بين فواصل العقيق ، أستطرد وقتي 
 أجمع حقائبي
 أتعرّف ، على رحلتي
مميز رحلتي ، واتجاهي

 أنتظر الوقت ، وصفارة الباخرة
  وتأشيرة المنفى الأخيرة

في غابة الأحزان ، هناك أشياء تجمعني
 مع بهجة المكان ، قد تكون قطعة من موسيقى 

 سمعتها واقفٌ ، على ظهر الريح
أو مَشهد رومانسي ، رأيته في أحلامي
وأنا أتوسدُ تلال الأقحوان ، وأنظر أسراب البجع العائد من بحيرة الماضي

 أتعبتني برودة المساء ، وقيلولة المساء
وانتظار عصافير المساء ، وانتظار عودتي
من تحت ركام الثلج الرمادي

حينما أردتُ ، أن استريح قليلا

قلتُ: في نفسي ، لعلي نسيت بعض ما كنت ، أبحث عنه في خيالي 

أو أخطأت المسافة ، حينما كنت أبحث عن وجهتي

 على بار السّراب .. نديم .. كنت أعرفه من قبل 
أن تغتالني الظروف ، كان يسقيني 
من كأس مملوءٍ ، بضوء دماء الأموات
التي كانت مسجونة ، بأحاديث الصّباح والمساء
 مثلي انا

والجريدة الملونة ، بالأبيض والأسود
التي كان يقدمها ، فقد انتهكت من نظام أخر قنينة
قدمها لي

قلت في نفسي ، وأنا اتخلص من بقايا
أصوات العرافات ، وحشرجة  الكلمات في حلقي

هل سأسبق العَبرة 
وأختلي بما تبقى ، من دموعي

اسرضرض على نسياني 
نمط النسيان الجديد

 هل سيولد الحدث ، مما ترك الراحلون معلقا
 في ذاكرتي
 
 هل سأسبق الموت ، الى مخدعي
وأختار من ترابي ، ترابي إلى قبري

هل أخطأت المسافة ، والمكان والزمان 
قلت في نفسي ،

 وانا آخر ما كتبته ، بالأمس تاريخي الممتد إلى ما وراء الامتداد

 ما تغيرت كثيرا وما كتبت عيوني
 على لحاف الأغصان غير قصيدتي 

المسكونة بأرواح الفواصل
 وتفاصيل الورق الخريفي

وعودة العائدين ، إلى نكبة الجرح التاريخي 
والمخمليين من عصف ، الحصاد الصيفي

 ما تغيرت كثيرا ، وما كتبت عيوني
غير الصمت ، المطبق على صمتي 

فأجمل الحوارات عيوني تكتبه ، وليس هناك قراء
 يفهمون ماذا ، كتبت عيوني

 تنازلات ، قتلت الغد
وتنازلات أجبرتني ، أن لا أتذكر ذكرياتي

هناك في غابة الأحزان ، حيث زفني نسياني
 لم أجد .. أحدا .. على جرحي

فكلّ من كان .. يواسيني
صار جرحه غائرا.. يحتاج من يواسيه، ويواسيني
  
والرّيح صار.. يقدم أغنيه للفضاء، وأغنية لجرحي
 و أغنية للغاب، وأغنية لمن أعتذر.. ان يواسيني

الكاتب
                   ادريس الصغير الجزائر
                    الخميس 10 سبتمبر 2020 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوار مع نفسي//الشاعر مصطفى رجب

 حوار مع نفسي – بعد خمسة وستين عامًا          كفكف دموعَك يا فؤادي وارتقِ فالنورُ يولدُ من لهيبِ المُحرِقِ ناديتُ نفسي حين أظلمَ موضعي ما با...