قارئةُ الفنجان
**************
أنا وقارِئةُ الفِنجان
جَمعتنا الصُدفةُ بمكان
بدهاءٍ اقتربت مني
وجلست دونَ اسْتِئذان
نظرتُ إليها فسبقتني
وقالت مهمومٌ حيّران
وتسبِقُ عُمركَ بِزمان
قلتُ وماشأنُكِ أنتِ
أجِنيّة في صورة إنسان
قالت ضالِعةٌ في الكفِ
وقِراءةُ قعْرِ الفنجان
وودتُ لو أنكَ تأذن لي
ناولني بيدِكَ الفنجان
ودعْني أقرأُ مافيهٍ
وأقُصُّ عليكَ بِلا بُهتان
قلتُ خُذيهٍ بِلا استِئذان
لكن حذاري أن تأتي
بشيءٍ دُونما بُرهان
قالت أنا لا أعلمُ غيّباً
ولا أنا ملَكٌ ولا جان
لكن بفراستي أقرب
من قلبِكَ عنْكَ ياإنسان
قلتُ هاتي ماعِندِك
واعطيني الحُجّةَ في
بيان
قالت لي قلبكَ مُنغلِقاً
ولا يأمنُ غدرَ النِسوان
وفي ذاتِ الوقتِ هو
يحترِقُ
ويشكُوكَ إليكَ منَ
الحِرمان
بأنكَ من تقسُو عليّهٍ
وتُكبِلُّهُ من كِلتَا يديّهٍ
وتُغلِقُ كلَ البِيبان
وفي خِلسةً مِنْكَ يسترِقُ
لحظاتٍ من غيّرِ أمان
لاتكفي أن تروي ظمأه
أو تُطفِئُ نارَ الحِرمان
وسيبقى يسعى بِلا
جدوى
للحبِ بقدرِ الإمكان
فاحْذر لو دانَ لهُ أمرٌ
وأعلنَ عن بدءِ العِصيان
وخرجَ أمرهُ عن طوعك
لعربدَ في كلِ مكان
وسقاكَ كؤوسَ الأحزان
قلتُ عرَّافةً وصدقتي
وبالحقِّ إلينا أتيّتي
وحالي شاهِدُ عيَان
وقلبي قسراً يُطاوِعُني
وجبلناهُ على النسيان
وكلَّما شاغلهُ أمرٌ
يفقِدُ بعضً من عزمِه
ثم يعودُ إلى ماكان
فلم تأتِنا بجديدٍ
بل كان طيَّ الكِتمان
ونحنٌ نعلمُ ونُجيد
ألاعيب ذلكَ الزمان
والحبُ الآن سيدتي
ماهو إلا كذِبة نيسان
عفواً قارئة الفنجان
الكاتب
محمدابوالحسن
2/9/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق