نبض نخلة: أزف الرحيل//الكاتب عمر نعمان

الأحد، 28 نوفمبر 2021

أزف الرحيل//الكاتب عمر نعمان

 أزف الرحيل


الآن قد حل القطار...

على رصيف الانتظار .. 

أزف الرحيل..

عن الديار..

بلا وداعٍ أو دموعٍ 

بلا خشوعٍ أو ركوع ..

أو حتى أجراس ترن

للصلاة على يسوع.. 

أزف الرحيل .. 

هذا زمان الأمنيات 

الحالمات

المقبلات المدبرات..

النابتات بلا جذوع ..

المورقاتِ بلا فروع .. 

هذا زمان الحب 

من طرفٍ وحيد...

هذا زمان المستحيل 

المشرئبُ من الجراح...

من الوريد...

أزف الرحيل ... 

بلا وداعٍ أو شموع.. 

بلا حنينٍ أو رجوع.. 

أزف الرحيل ...

ومضى القطار

بلا تنهُد وانكسار...

قد كان في وضح النهار ... 

يحمل أمانينا الغفار ...

ويشد خاصرة الزمان

دون اعتبارٍ للمكان

أزف الرحيل..

يا من حسبتك 

ذات يومٍ أرخبيل

ونثرت حبك في الأصيل 

ونظمت شعراً كالهديل 

اسميتهُ الوهم النبيل

قد كان عشقا مستحيل

أزف الرحيل...

سيظل مابين الضلوع 

لاينتظر يوم الطلوع ..

أزف الرحيل 

ومضى على عجل القطار ... 

ليغني بالحُزن الودار ...

ألحانهُ وقع انشطار.... 

إيقاعهُ بردٌ ونار .. 

أزف الرحيل...

قبل أن يأتي الشتاء..

متدثراً ثوب الصقيع..

وكان حتما أن يُضيع..

فالمستحيلُ بلا شفيع

أزف الرحيل..

فحفرت قبرا للهوى ... 

اسجيت فيه الأمنيات ... 

وقبرتُ فيه الذكريات... 

وبقايا همس الأمسيات ...

أزف الرحيل . 

مرت محطات المُحال ...

دون اكتراثٍ للسؤال ...

دون انتظار الابتزال ... 

حتما سيأتيك الصدى ... 

يوما ولو بعُد المدى ... 

أزف الرحيل ... 

هذا زمانٌ بات فيه

الحب أندر ما يكون ... 

متقلبٌ بين الوشاية 

والجنون

وافتعالات الوصايةِ 

والشجون ... 

فغدى بلا طعمٍ ولون 

مثلا كما يُزرى الرماد

على العيون ...

أزف الرحيل ...

هذا زمانٌ بلقعٌ 

لا الحب فيه ولا الصفاء

يؤذيك من برد الشتاء

يُسخن سماعك بالغناء

فالكاذبون بلا حياء ..

أزف الرحيل ..

فاللحنُ مشروخٌ 

وفي الصوت غباء

والصمتُ معقودٌ 

ويخلو من الوفاء

والسُّم مدسوسٌ 

في قاع الإناء

والأمر متركٌ

لمصاص الدماء

أزف للرحيل...

هذا زمان الأشقياء ....

الواهمون الحالمون ...

بفيّ ظلٍ لا ظليل .. 

الباحثون عن العناء...

في حضرة الكأس الثميل...

المشرعون إلى التعاسة ... 

بلا فنارٍ أو دليل ... 

والنجمُ في كبد السماء ...

متحمساً للمستحيل ... 

أزف للرحيل... 

تعسا لهذا العشق ... 

منقطع النظير ..

عشقاً لظى أغصانه

ُ لفح الهجير... 

وتغطي نجواهُ 

ثلوج الزمهرير... 

أزف الرحيل....

عن أي عشقٍ يبحثون ... 

عن أي كدرٍ يسألون... 

عشقاً يضاجعهُ الهوان... 

مع ذلك المسخ الجبان...

أزف الرحيل ... 

ومضى قطار العُمر ... 

ما بين الحكايةِ ...

والرواية... 

والوعود الزائفات ....

من الجراح المسخنات...

أزف الرحيل.. 

حجوة حوتها ألف ليلة ... 

في لياليها الملاح... 

قبل أن يأتي الصباح...

ويعلن الفجر الرباح... 

أزف الرحيل ...

فُضت معارك ميسلون...

من قبل أن يصل 

الفرنجة للفرات 

.وتحطمت كل الحصون ..

قبل أن تبتل من الظمأ الشفاه...

أزف الرحيل..

رحل القطار عن الرصيف...

. مخلفا بعض الغُبار ... 

هذا زمانٌ غائرٌ في الانحدار .. 

لم يُبقى منهُ نفح ديارٍ بنار



الكاتب 

عمر نعمان

28.11.2021




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صرخات تحت الإسفلت//بقلم الكاتب سيد حميد عطاالله

 صرخات تحت الإسفلت   تحت الإسفلت تنام القيامة. الأرض هناك ليست مجرد طينٍ مسجون، بل كائن جبّار يتهيأ للانفجار، يخزّن في رحمِه صرخات العصور، د...