عهد صلح
لم أعتد على الأفراح يوما ،ولم يكن بيني وبينها ود .
فهي ترفض عقد عهد للصلح بيننا أو ربما هي تختبر صبري وقوتي في التحمل .
حاولت جاهداً أن أقيم لها مأدبة لنحتفل معاً ، أعددت كل شيء من المرطبات التي تحبها ، والزينة التي تليق بها ، والكلمات التي تطربها والزهور التي تعجبها ٠
أشعلت الشموع، وأعددت فنجان قهوتنا ، وانتظرت قدومها ، سكبت لها من ذكرياتي ما فاض به الحنين ، حاولت أن أجمع كل الصور المتناثرة هنا وهناك على سفح ذاكرتي .
وبعد لحظات سمعت طرقاتها على باب قلبي ، حاولت فتح الباب استعصى عليَّ أمره، فنادت من خلف الباب :لا عليك لا تتعجل .
خذ وقتك فأنا برفقتك اليوم ؟
اهتز قلبي لها وتناثر أشلاء من فرط السعادة ، فها هي اليوم ستكون بصحبتي.
وبعد جهد جهيد فتحت لها الباب .
فدخلت على إستحياء .
أسرعت لأهيئ لها المكان إحتفاء بهذه الزيارة الكريمة ٠
فجلست حيث أومأت لها .
تبسمت فتبسمت ،ولشدة فرحتي أسرعت لأتخذ مكاني بجوارها فتعثرت ، وتهاوى القلب متدحرجاً أمامها .
فضحكت وضحكت مستبشراً أنها سترافقني بقية ليلتي .
وأخيراً تم الصلح ...!
أو هكذا اعتقدت ..!
فإذا بها تصفعني بالصفعة الأولى ثم تلحقها بالثانية .
وتقول لي باستغراب :لم كل هذا الاحتفال ألم تعتد بعد على الطعنات .
فاستعد إذن للتالية .
وغادرتني مسرعة .
غفوت في مكاني من شدة الألم .
وعندما استيقظت وجدتني قابعاً خلف النافذة وأجلس على كرسي متحرك بعجلات .
الكاتبة
إكرام التميمي
10.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق