الأرض المحروقة
يا امرأةً حملت أوراقي
وانتبهت إلى درعي
الواقي وذهبت دون
استئذان
لم تترك لي سطرًا واحد
يشهدُ قرصنةَ مخالِبها
أو حرفًا يهدي إلى
العنوان
حملت أوراقي ولوحاتي
وسحقت مرسمتي وفُرشاتي وأطاحت كل
الألوان
وسرقت مفتاح خزينتي
وحرقت أبراج مدينتي
وهدمت أسوارَ البستان
ثم تلاشت واندثرت
وكأنها نارٌ واحترقت
لا أثرٌ منها أو دخان
أو أنها شبحٌ في الليل
تهادى ثم توارى كالماردِ
تحذرهُ وتخشاهُ الجان
هي حربُ الأرض
المحروقة لاتنبتُ ثمرٌ
أو زهرٌ صحراءٌ من غيرِ
أمان
جمعت ماطاب في
بستاني ونزعت فروعي
وأغصاني وأشعلت فيها
النيران
وتركت مملكتي ممزقةً
تسكُنها البومُ وتنعِقُ
فيها الغِربان
امرأةً غلّفها الحُسنُ
وزانها قلبٌ يعزفُ
أشجى الأحان
تحسبها من الحُورِ إذا
اقتربت وإن ضحكت
يعقُبُ ضحكتها بركان
هي تعلمُ من فرطِ
مآسِرها أني بعدها نهرٌ
آسِن تحذرهُ وتخشاهُ
الحيتان
امرأةً ذهبت بلا عودة
لم تقبل للتاجِ وصيفة
وانتبذت ديرَ الرُهبان
الكاتب
محمدأبوالحسن
21.5.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق