مصيدة الشوق
الحب له مبرراته ..
كان شعاري دائما أن الحب كذبة اخترعها أحدهم ليسكن قلب آخر ويهرب كما الفئران بعد أن يتمكن من فريسته .
حاولت مرارا وتكرارا الابتعاد عن طريقه أو حتى الغوص في أعماقه أو المرور بمتاهاته ..
استطعت أن ابتعد بقلبي عن منأى نيرانه .. هوجمت كثيرا .. أنت امرأة رجعية ..
لا زالت ترزح تحت شعار العادات والتقاليد البالية ..
تخاف حتى من خوض غمار التجربة ..
إلى أن خطوت بخطوات خجلى نحو عالم لا يرحم .. سلكت دروبا لا تعرف الأمن والأمان .. حاولت أن التمس لديهم تلك المشاعر التي يتشدقون بها ..
راق لي عالمهم من الخارج فهو عالم جميل براق ..
دخلت عالمهم بخطى حذرة ..
عيونهم تلتهم كل شيء يمر بها وأن سلم من شرها بإرادته لاكته ألسنتهم بزيفهم ..
هو كان أحدهم يرتدي نفس صفاتهم ، يظهر براءته وفي داخله وحش مفترس .. كم حاول الإيقاع بي في شراكه .. كان لطيفا كل اللطف .. لكنه في كل مرة كان يشهر أنيابه .. ويدس خنجر الغدر بين ظلوعه ..
كان يرسم لي جنة من الأوهام .. سماء من نور اتعلق بأسدالها .. وفي كل فرصة له يتركني معلقة أصارع للبقاء على قيد الأمل .. اتمسك بتلابيب أمنياتي .. كي لا أقع في براثن مخالبه ..
تعلقت بأحديثه .. همساته .. لهفته
.. جعلني اتلذذ بحديثه .. جعلني لا أشعر بسقوطي رغم حذري ..
وما أن أدرك اهتمامي به .. حتى غرس خنجره المسموم في خاصرتي .. أوجعني .. أراق دموع كبريائي .. فلعنت نفسي أني صدقته ..
صرت اقلب أوراقي علّي أجده في إحداها ..
أشعر بعذوبة كلماته التي كان يقسم ألف قسم انه يعنيها وإنه أبدا لن يكون من ذاك العالم المخيف .. الذي كنت أخشاه ..
لكني رغم ذلك لا زلت أشعر بأني تركت شيئا جميلا في قلبه .. وإني لا زلت أراود أفكاره .. ولا زلت عند قناعتي إن الحب ما زال كذبة .. اخترعها أحدهم ليوقع بفريسته .
وها أنا عدت لعالمي .. فما عادت تلك البهرجة تغريني .. وما عاد تلك الكلمات تعنيني .
الكاتبة
إكرام التميمي
17.11.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق