غُربــة
وحدي سأمضي راجلا
يختارني
في كهفه منفى القدرْ.
ينتابني وهج السمر
نجواي فيه للمدى
تشكو المدى
تحكي له تيه المفر
وحدي أنا في ليله
أقتات من ضوء القمر
لا الأهل حولي لا أنيسٌ
طيفُه ملأ البصرْ
لا إخوةٌ يشتاقني منهم أثر
لاهِزّةٌ للشوق تُغري
فيهِمُ وحي النظرْ
وحدي أحدّث خلوتي
متسائلا :
عن مكمن الشجن الدفين
عن حرقتي
كم ألهبت ظلّ الأنين
عن دمعتي إذ تنهمرْ
عن سرّ زخّات الأسى
سكنت تباريح السنين
عن يوميات للضنى
فيه الصّدى
يطوي ببحّته العمُرْ
في رجعه ضاع الأثر
وحدي هنا
في رحلتي
يجتاحني عصفُ الضجَرْ
لا مدّه كبح المواجع
لا ولا أغنى الجزرْ
كم عربدت أمواجُه
كم أوجعت وجه الصّخَرْ
وحدي تجرّعُ مهجتي
غصص المرارة ههنا
يجترّني في كل ّ يومٍ ألفُ موتٍ يا أنــا
والليلُ حولي مظلمٌ
يغتالُ أنفاس السّحرْ
والصمت يطوي في شحوبٍ
صوت جرحٍ للأسـى
ما انفكّ يصرخ :
ويلتي..هذا أنا - ويْ - أحتضِرْ
عجبا لكم
هذا أنا هل من خبر
هل منكمُ أحدٌ يمر
وحدي أوقع صفحتي
بين انعطافات الزّمن
تحتدّ نوبات النّوى
اختطّ ويلاتِ العمر
فتتوق روحي للسّنا
تبغي فضاء من ضياءٍ
في وشمه عطرٌ الزّهر
والمستحيل يلفني زبدا تعاورَ أحرفي
يغشى معالمها الكدرْ
يسعى لمحو وميضها
يخشى معانقةَ القطَر
ويخاف يدركه المطر
كالطفل يرسم لوحة
أو هو يكتب قصّةً من وحي أحلام الصّبا
نسجت شرانق للصّغرْ
لكن يعاود بدْأَهُ متراجعا عما بدر
فتراه يمسح ما سَطرْ
الكاتب
أحمد حجيرة.
9/9/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق