المدرسة
تبدو الحقيقة بارزة...نقتفي آثارها..نرفع أخبارها..وتمور الذكرى متأنّقة فاخرة...تستوحش اللحظة الآنية...تحنّ نحو شوارد الأيّام الجميلة وتفاصيلها...
مدرستنا تركن شامخة...ترمّم البوح والقافية...تتخذ من ظهر القبيلة موطنا وسارية...حيث تجتمع الثنايا متواعدة...وترسم على الأفق البعيد صدى بدايات التعلّم وازرار الطاقية...يتحلّق التلاميذ وتتدفّق المهج متهادية...تناجي في براءتها مرافئ النعومة الطاهرة...
وجوه صغيرة...وأحلام تتسامى عالية..عبث الطفولة يسكن الدروب الخالية..تحاكي بلذّة رسائل التبل والظرافة والنزاهة الكامنة في قلوب رقيقة تنساب متوردة شادية...
تصطفّ القاعات متناسقة...تتكئ بوقار على الجدار الأملس الغليظ الواقف باستقامة ينزاح متواثبا...تزدان الساحة الواسعة وتضجّ بهمهمات مكظومة...ووشوشات دافئة...زهرات شادية..تحلّق كالفراشات المزركشة تغطي الأسيجة الثابتة..ضحكات هنا...وقهقهات هناك...وشساعة المكان تورق أطرافها..فتترك في النفس لوعة...حنين يقفو أثر اللحظة..
في وسط الساحة لفيف من المعلمين..يحملون الحقائب السمينة..وأدوات الهندسة وأشكالها المختلفة...نظراتهم حالمة..تهدهد النفس الهاربة
ففي فناء المدرسة إرتفعت صفارات حادة تنهي المسألة...معلنة بداية مرحلة أخرى..إصطفّ التلاميذ بهدوء وتحركت الارتال متباعدة...وقف على باب كل قسم معلم يختال وقارا وأنفة..يبتسم لهذا ويربت على كتف ذاك..بمودّة ظاهرة..
كيف أنسى معلم الفرنسية الجميلة الفاتنة...كلماتها راقية...نبراتها هادئة..تتسلل في الروح كخرير ماء بارد..،يجري في الجداول المتهادية...وذاك معلم العلوم ببسمته الطاغية وجمال ضحكته...ونبله..
نظام جميل..إنضباط وإلتزام ومتابعة..
كم أنت جميلة يا مدرستي..،يا أمّ البدايات.
الكاتب:محمد سليماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق