نبض نخلة: مزايا مفقودة //الكاتب سيد حميد عطاالله.

الأحد، 1 يونيو 2025

مزايا مفقودة //الكاتب سيد حميد عطاالله.

 مزايا مفقودة  


أتحذرُ كي تردَّ هنا البلايا

فلم تقدر على صدِّ الرزايا


جميعُ الناسِ لو تدري سكارى

هُمُ بعضٌ على بعضٍ ضحايا


فلم تعلم بما تُخفي صدورٌ

من الداري بما تخفي النوايا


لبستُ عباءةَ الليلِ إبتهالًا 

وقد آثرتُ في طلبِ الهدايا


بدا صوتي من المحرابِ يشدو

أردّدُ وسطَهُ بعضَ التحايا


أنا في كلِّ زاويةٍ خشوعٌ

أنا الموجودُ في كلِّ الزوايا


تركتُ الخلقَ كي أحظى بذكرٍ

تركتُ العالمينَ إذن ورايا


رميتُ الجبتَ والطاغوتَ جمرًا 

فأصبحَ خائفًا أرمي حصايا


تتبّعتُ الخُطى وركبتُ فضلًا

فما أحلى إذا اتّسقت خُطايا


فما أخشى المنيةَ لو أتتني

فما يخشى الأباةُ هنا المنايا 


هنا نارٌ تجسُّ فما أراها

فذا لهبٌ تفجّرَ من شظايا


تزايدتِ الذنوبُ وأيّ جرمٍ

فمن ينهى ويزدجرُ البغايا


تقولُ حبيبتي ما زلتَ فظًّا

فقد قبلت على مضضٍ جفايا


تجيءُ بوجهِها فأصدُّ عنها

فما أبدي لها إلّا قفايا


ترقّيني برُقيتِها فأشفى

إذا غابت فلا تُجدي رقايا


فقد علمت بمظموني وأمست

تُفتّشُ في فؤاديَ عن تقايا


وقد بدأت تسيرُ على فؤادي

فما بلغت هنالكَ مُنتهايا


أنا النهرُ العميقُ وذاكَ جوفي

مليئٌ من كؤوسي أو دلايا 


فإن تملأ بهنَّ فراتَ مائي

وإن تشرب فذلك من حنايا


على أرضي تسيرُ بكلِّ خوفٍ

وترجفُ عندما تعلو سمايا 


عصيتُ فؤاديَ المملوءَ حبًّا

ولا أدري إذا شهدت عصايا


ستحسبُني مع العُكّازِ شيخًا

فقد دفنت تجاعيدي صبايا


وألقيتُ الشبابَ على يبابي

ولم ينجُ الغرامُ ولا هوايا


فلم أحتج إلى عطرِ الخُزامى

ولم أحتج إلى حشدِ المرايا


ولم أخلُ من النسيانِ حتى

عجزتُ من الحفاظِ على الخلايا


تغيّرتِ الحياةُ بطرفِ عيني

فقدتُ بهجرِها تلكَ المزايا


فغابت بهجةُ الأيامِ مني

تساقطتِ المحاسنُ والثنايا


هي الدنيا فلا تلقى شذاها

إذا غدرت تحدُّ من العطايا


فإن تسلم فليسَ بكلِّ عصرٍ

تصيبُكَ بالسقامِ وبالسحايا


سأركبُ في السفينةِ حيثُ تمضي

وأبحثُ في المدائنِ عن فتايا


سجيّتُنا المحبّةُ واحترامٌ

سأثبتُ ما حييتُ على السجايا


الكاتب 

سيد حميد عطاالله الجزائري.

1/6/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 مسارٌ أبهى//الكاتب سيد حميد عطاالله الجزائري.

 مسارٌ أبهى هنا عمرُ ابنِ آدمَ كالسجارَه فما يبقى لديه سوى المرارَه فلم يجنِ سوى الخرشوفِ منه فقد أمست خراشفُهُ ثمارَه يتمّمُ عمرَهُ جريًا ف...