طبيبة الشموخ
بعثرتِ يا آلاءُ صـمْتَ توجُّـــعي
وأثرتِ أحزاني ونهرَ الأدمـــــــعِ
حَرقِت عصافيرَ الحياةِ وفارقت
بجمالها وعبيرِها المـُتضَـــــوِّعِ
فبأي حرف سوف يبكي شاعرٌ
قهرا علی حرق الطيورِ السُّجَّعِ
أحزينة تبكي وتحضن ابنها
وتضمه لفؤادها المتــــــقطعِ
ترنو إلى الطفل الرضيع ودمعُها
ينسابُ فوق خدودها لم يَهجَعِ
وبخــافقٍ أضْنی الأسى جنباته
أجری زفيرَ الآه بين الأضـــــلعِ
وضعت على الكف الهزيل جبينها
وشموخُها لم ينحنِ، لم يخــضعِ
وتألقت بثباتها وبصــــــبرِها
ويقينُها باللهِ لم يتضَـــعْضَعِ
فإليك يا بنت الكرام تحيتي
من شاعرٍ خطَّ الحروف بأدمُعِ
قد خانها أرحــــامها ياللأسى
فالكل بين مـــذلةٍ ومُطــــــبعِ
باعوا كرامـــتنا بلا ثمنٍ لكي
نمضي وراءَ الداعرِ المتسكعِ
فمن الحماقةِ أن نسير وراءَ مَن
ضلَّ الطريقَ إلی الحياةِ ولم يعِ
فبه أراقَ المجـــــرمونَ دمائنا
بغيا وأذنُ الدهــرِ لمّا تسمـــعِ
أهدوا إلی الخصم الجبانِ ريالَنا
والطفل مِنا جائع لم يشبعِ
تركوا بني صـهيـون تغزوا أرضنا
والثعلب المكار فيها يرتعي
أمن الكرامة أن تذل زهورنا
والقهر يطويها بغير تورُّعِ
وتظل تنشد في الليالي قومها
وتصم أذن الـحاكمين الرُّكَّعِ
من لي بإنسانٍ يضمد جرحنا
ويزيح عــنا كلَّ وجهٍ أبشعِ
يسترجع الماضي ويحفظ عزنا
ويعيد ضوء شموسنا للمطلعِ
الكاتب
عبد الحبيب محمد
أبو خطاب.
1/6/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق