دماء فوق رمال الساحل
هواء الصيف غير ما نعرف والمنظر الساحر خلاب لا نراه في أحلامنا سواء
حين النوم العادي أو في اليقظة .
حول البيسين الطبيعي الذي تم إنشائه
حيث يجمع ما بين البحر و سحره والأمان الذي ينشده المصيفين لأبنائهم
و ذويهم.
بيسين واسع حتى يبدو كبحر صغير مفتوح من جهة واحدة نحو البحر الذي
تطلاطم أمواجه وتهدر بأصوات مخيفة
عندما يغضب.
داخله مراكب شراعية صغيرة تتسع لفرد أو فردين وأماكن يقام فيها سباقات السباحة و القوارب و الدراجات المائية السريعة.
وفي المساء حفلات صاخبة لفنان شهير
يلتف حوله رواد من كل الأعمار يحتسون الخمر و يرقصون في جنون
ديسكو ثم موسيقا سلو مع نغمات تذهب العقول.
سيارات فارهة تجوب شوارع ممهدة.. تتجول لساعات؛ فالمكان رغم أنه بمسمى قرية فسيح .
للساحل قواعده فالملابس الرسمية شرط أساسي للدخول..!
قواعد صارمة عند دخول النايت كلب ،
وعند نزول البيسين والمنع لكل من يخالف الشروط و المواصفات.
في نشوة الساحل وجماله يتعكر الجو وتنشب المعارك الضارية ولكن يخمد لهيبها سريعا و يصبح الندين أحبة في لحظة صفا..!
لوچي و نوني صديقتان لا تفترقان يراهما رواد القرية معا ولكن العين المدورة تفعل مالا يتصوره المحيطون.
تحت لهيب الشمس افترشت الصديقتان
مقعديهما واستلقيا؛ لأخذ حمام الشمس المعتاد و غفت كلتاهما حتى ألهبت الشمس جسديهما، فقامتا في ذعر.
تعانقتا وسارا معا حتى الإسكوتر ، وتسابقتا في حماس ولكن لوچي اصطدمت دون قصد بنوني وكان نتيجة
الحادث دماء سالت من ركبة نوني فصرخت بصورة هيستيرية؛ فلم تتعرض طيلة حياتها لأي حادث ولم تصب ولو لمرة واحدة و تسيل دماؤها بهذه الصورة.
لوچي صرخت هي الأخرى؛ لأن الأسكوتر أصبح كتلة من الخردة.
دموع نوني اختلطت بدموع لوچي ولكن لوچي تحولت لفندام وتغير سلوك نوني للرجل الأخضر و دارت معركة بينهما ارتفع أوارها.
ركلة من نوني في بطن لوچي و روسية من لوچي في جبهة نوني و يا داهية دقي .. لكمات متبادلة و صراخ و دموع.
رواد القرية يتابعون فيما يشبه الصدمة ما يدور .. بعضهم يضحك بصوت عال ، والبعض الآخر يهمهم بهمس ولكن لم يتبرع أحد بالتدخل؛ لإيقاف الحرب المستعرة بين الصديقتين.
في صباح اليوم التالي انتشرت في صحيفة القرية الصور والمقالات المثيرة
وكانت صورة الغلاف على صفحتين تظهر لوچي ونوني بملابس البحر المثيرة و بينهما حطام الأسكوتر ودماء
نوني تختلط برمال الشاطئ.
صورة أخرى للصديقتين في لحظة من العناق الحميمي بينما عبارة:
وخيرهما من تبدأ بالسلام تذيل اللقطة.
ظهرت نوني بجبيرة على الركبة بينما جلست لوچي على طرف السرير و يدها
تربت على موضع الألم..!
عودة السلام للصديقتين كانت موضوع الساعة عند رواد القرية و أصبحت تريند
على صفحات التواصل الإجتماعي حتى
أن المذيعة الشهيرة جعلت حلقتيهما وسيلة لمزيد من الإعلانات تدر الربح للقناة.
في صحيفة قومية كانت قضية لوچي ونوني هي قضية الساعة، بينما خبر صغير في آخر صفحة كان يتحدث عن
أطفال مبتوري الساقين يتجولون بين ركام مبانيهم المهدمة في غزة..!
الكاتب
عادل عبد الله تهامي السيد علي.
18/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق