مناجاة شاعر المحابس الثلاثة : الأديب والفيلسوف أبي العلاء المعري رحمه الله تعالى
التمهيد : تحية أجلال وإكبار واحترام وتوقير لشاعر الفلاسفة ،وفيلسوف الشعراء أبي العلاء المعري الذي قال في قصيدته اللامية :
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل !
النص الشعري :
نثرت فوق ثراك الطاهر الزهرا
أبا العلاء ، سكنت القلب و القمرا !
يا روعة العصر ،يا نايا ويا وترا
غنى الوجود أعاجيبا و ما فترا !
يا أيها الفذ في رأي ،و في أدب
ألهمت عصرك ذوب القلب والفكرا
جلوت للناس آفاقا مرنمة
و خضرة الروض تسبي العين والعمرا
ما حز فيك خطوب زلزلت قمما
عن رؤية الفجر يمحو الحزن والضجرا
فقدت عينا و ظل القلب متقدا
يطوي السماوات غواصا و ما استترا
حبست جسما ولم تحبس فضائله
فكرا تسامى و عزما يوقد الشررا
كم من روائع انثالت مرنمة
من عمقك الثر تذكي الكون والبشرا
شققت للمجد والعلياء درب منى
مخضوضرا ينعش الآمال والعصرا
أنت اتخذت شذى الأقلام مصطحبا
لكل نجم يثير النصر لا الخورا
ضمخت عصرك بالأطياب في شغف
و أمة سلكت للمجد مختصرا
أعظم بفكر يثير الكون متئد
يجلو اليواقيت و الأنوار و الدررا
بعثت فينا جمالا رائعا و منى
و كل معنى أثار البدو و الحضرا
هفا فؤادك في شوق وفي رغب
لروعة الفكر يحيي حلمنا صورا
نسجت كونا من الأضواء ساطعة
و من ترانيم ناي القلب ، ما سحرا
كم مبصر ما اهتدى للحسن مؤتزرا
برود وشي تسر الحس والبصرا
وكم صحيح سليم الجسم مضطرب
أثار بالسير سخطا عارما ظهرا
أعظم بقلب رأى الأنوار في رنم
و أمتع الكون بالأفضال و السيرا
صغت الشقاء نعيما لا مثيل له
و صغت من جدبنا روضا و ما بهرا
تلك الروائع ما تنفك تسعدنا
تغشى الورى بجمال ،تذهب الكدرا
سكبت حسنا و أنغاما ترافقنا
بسعينا يزدهي بالفوز منتصرا
طابت بك الروح تهفو للضيا قدما
و تحطم السوء و الأخطار و القذرا
يا واحدا وزن الأكوان منقبة
و صاغ قوما لعلياء و ما خطرا
تنشق الطيب طيب الورد في شغف
و هام بالحسن وضاحا و منهمرا
فعالك الغر ما تنفك خالدة
تطوي العصور بعطر ساحر بهرا
مازلت تحيا بقلب الكون منتشيا
بكل فكر يثير الحسن و الغررا
أبى لك المجد إلا صهوة عظمت
أثار ت الحب في الأكوان و الزهرا
هوى الفوارس عن سرج و منزلة
وأنت روعة كون يطرب القدرا !
الكاتب
محمد بن سعيد.
22/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق