رسالة إلى أبي
رحمه الله
دفنوا قلبي معك
في منتصف يوم صيفي حار ، جاءني خبر وفاتك .
لم تحملني قدماي،شعرت حينها بانكساري ..
الكتف الذي كنت أستند عليه .. قد مال.. وتنحى جانباً معلنا الرحيل ..
بكيتك حينها كما لم أبك أحد من قبل .
في المساء كان الجميع حولي يعدون ترتيبات الجنازة .
في اليوم التالي، وقف الجميع صامتين حول جثمانك،كنت ممدّد تحت الكفن الأبيض .
كان وجهك ساكناً، كأنك تبتسم للموت ،كما كنت تطلبه في أواخر أيامك .
أو ربما تطمئننا أنك بخير .
لكنني كنت أرتجف، لأنك لم تفتح عينيك، ولم تمد يدك لتربت على رأسي كما كنت تفعل كل مرة.
اقترب منك الجميع، ودعوك بكلمات منمقة .
أما أنا فبكيت بصمت، قبلت جبينك البارد كلمتك بكلمات لم يسمعها أحد سواي
وحين حملوا جسدك الطاهر . شعرت بأن جزءاً من روحي تتبعك.
لم اصرخ لم أقاوم ،فقط همست :
لا تدفنوه وحده، خذوا قلبي معه .
انتهى العزاء، وعاد الجميع لحياتهم، إلا أنا ..
فلا حضن لي بعدك، ولا بيت يؤويني بدونك .
ومرت الأيام كالأشباح، وأصحو كل فجر على حلم يجمعني بك ..
كنت هناك، بباب غرفتي تطالعني .. تناديني بصوتك .. وكأنك لم تمت .
أصحو فأركض إليك .. لكنك تختفي قبل أن أصل .
لم يبقَ لي منك سوى الذكريات تهدد قلبي كلما كدت أنهار .
ها أنا أكتب إليك رسالتي ولا أرسلها.
أشكو إليك ولا أجد إجابة .
أعيش .. فقط على ذكراك .
وأهمس لقبرك الذي لم أزره بعد ..
دفنوا قلبي معك .
فهل شعرت به ؟
الكاتبة
إكرام التميمي.
22/7/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق