نبض نخلة: رسالة إلى أبي//الكاتبة إكرام التميمي.

الاثنين، 21 يوليو 2025

رسالة إلى أبي//الكاتبة إكرام التميمي.

 رسالة إلى أبي 


 رحمه الله 


دفنوا قلبي معك 


في منتصف يوم صيفي حار ، جاءني خبر وفاتك . 

لم تحملني قدماي،شعرت حينها بانكساري .. 

الكتف الذي كنت أستند عليه .. قد مال.. وتنحى جانباً معلنا الرحيل .. 

بكيتك حينها كما لم أبك أحد من قبل . 

في المساء كان الجميع حولي يعدون ترتيبات الجنازة . 

في اليوم التالي، وقف الجميع صامتين حول جثمانك،كنت ممدّد تحت الكفن الأبيض . 

كان وجهك ساكناً، كأنك تبتسم للموت ،كما كنت تطلبه في أواخر أيامك . 

أو ربما تطمئننا أنك بخير . 


لكنني كنت أرتجف، لأنك لم تفتح عينيك، ولم تمد يدك لتربت على رأسي كما كنت تفعل كل مرة. 


اقترب منك الجميع، ودعوك بكلمات منمقة . 

أما أنا فبكيت بصمت، قبلت جبينك البارد كلمتك بكلمات لم يسمعها أحد سواي 

وحين حملوا جسدك الطاهر . شعرت بأن جزءاً من روحي تتبعك. 

لم اصرخ لم أقاوم ،فقط همست : 

لا تدفنوه وحده، خذوا قلبي معه . 


انتهى العزاء، وعاد الجميع لحياتهم، إلا أنا .. 

فلا حضن لي بعدك، ولا بيت يؤويني بدونك . 


ومرت الأيام كالأشباح، وأصحو كل فجر على حلم يجمعني بك .. 


كنت هناك، بباب غرفتي تطالعني .. تناديني بصوتك .. وكأنك لم تمت . 

أصحو فأركض إليك .. لكنك تختفي قبل أن أصل . 


لم يبقَ لي منك سوى الذكريات تهدد قلبي كلما كدت أنهار . 


ها أنا أكتب إليك رسالتي ولا أرسلها. 

أشكو إليك ولا أجد إجابة . 

أعيش .. فقط على ذكراك .  

وأهمس لقبرك الذي لم أزره بعد .. 

دفنوا قلبي معك . 

فهل شعرت به ؟ 


الكاتبة 

إكرام التميمي. 

22/7/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أيها البطل//بقلم الكاتب أركان القره لوسي

 ضأَيُّها البَطَلُ تَـتَوقــد وفِي بَـسْمَتِها جِـراحْ أمْ مـاتَتْ في أَحْـضانِهَا الأَمَـلُ اخـتَنَقَ وَلَيدُها واحْتَرَقَتْ بِنارِ الـظُّل...