نبض نخلة: خلف الشاشة الزرقاء//بقلم الكاتب حسين نصر الدين

الاثنين، 11 أغسطس 2025

خلف الشاشة الزرقاء//بقلم الكاتب حسين نصر الدين

 مَنْ هو الشخص القَابِعُ خلفَ الشاشةِ الزرْقَاءِ



مَنْ هو الشخص القَابِعُ خلفَ الشاشةِ الزرْقَاءِ،أوْ المُختبئُ وراءَها.؟:

مُفدمةٌ :

لا ريْبَ أنَّنا وبمُختلفِ أجيالِنا سعِدْنا وفرحِنا بهذه الثورة الأليكترونية،وهذه الصيْحة العارمة في التقنية الحديثة،وعلى وجْهِ الخُصُوص مواقع التواصُلِ الاجتماعِي،فلا شكَّ أنَّ هذا التقدم التكْنُولُوجِي أثَّرَ بشكلٍ كبيرٍعلى جوانب كثيرة من حياتنا،حتى صَارَ العالمُ كلُّه بُقعةً صغيرة أوْ كما يُسمَّى بقرية معلوماتٍ، وكلما ازداد َهذا التقدم ُكُلما أثَّرَ في تغيير نمط حياة الأشخاص،ومع الاعتماد المُتزايد على الشبكةِ العنكبُوتية (الإنترنت)،أصبح استخدام منصَّاتِ التواصُلِ الاجتماعي جزءاً أساسياً للتواصُلِ اليومِي واستقبال وتلَّقِي المعلومات لكثيرٍ من الأشخاص في العالم،أصبَحَ كلُّ من هبَّ ودبَّ يشرَعُ في استخدامِه مهما اختلفتْ الثقافاتُ وتباينتْ الأعمارُ،فهُناك من يَستخْدِمُ مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلةٍ للترفِيه وتقضيةِ الوقت،ورُبما لإضاعته وإهدارِه دُونما أي مُبررٍ،وآخرُون أدْرَكُوا مدَى قُوة وسائل التواصل الاجتماعِي،فكانَ لِزَاماً عليْهم أنْ استخدمُوها بشكلها الفعَّال،الذي يُؤدِّي بالضرًورةِ لتنمية ثقافتهم واكتسابهم خبراتٍ،وازدياد معارفِهِم،ومُشاركةِ الأفكار والآراء والمعلُوماتِ،سواءً أكانتْ مكتُوبة أو صوْتية مسْمُوعة،أومَرئية،بلْ الكثيرون منْ طُلابِ العلمِ والباحثون استخْدَمُوها في البحثِ أوالدراسَةِ، كمااسْتُخْدِمَتْ في حلِّ المشَاكلِ التي قدْ تُواجهُ البعضَ،ورُبما للحصُولِ على فرصِ عملٍ للبعض الآخر، ومسَارَاتٍ مهنيةٍ جديدةٍ من خلالِ مَواقع أو إعلاناتٍ،وفتحِ آفَاقٍ جديدةٍ للأفكارالرشيدة،من خلالِ إتاحةِ فرصِ التسويقِ لها.

ولنْ نخُوضَ في جدالٍ رُبَّما لايُؤدِي إلَّا إلى مَزيدٍ من الخلافِ والشِقَاقِ،وتضَاربِ الآراءِ حولَ مواقعِ التواصل الاجتماعي،هل هي أمرٌ جيدٌ أم سيءٌ.؟وما إيجابياتُها،وسلبياتُها،فبديهيٌّ أنَّ لكلِ شيْءٍ مُبتكرٍ جانباً سلبياً وآخرَإيجابياً،وهذا يتوقف ُعلى كيفية استخدامِنا لهذه الأدواتِ،من خلالِ هذا الاتصالِ الدائمِ بالعالمِ منْ حوْلِنا،والذي وَصَلَ بالبعضِ منَّا إلى حدِّ الإدمانِ،واستخدامه بشكلٍ سيئٍ،وأفقدَه معناه،وأخرجَه من عباءِتِه،ومن هدفِه،وأدَّى به إلى عُزْلَةِ اجتماعيةٍ بغيضةٍ،وصارَالتواصلُ الاجتماعي وهماً افتراضياً، وانفصَالاً،ليْسَ تواصلا،وباتَ لمُراقبةِ أحوالِ الآخرين،والتلصص عليْهم،والتنَّمُّرُبهم،وحسدِ مظاهرِالترفِ لديْهم،وبُغْضِ أحوالِهم.

ولكِنْ،وهذامثارُ موْضُوعِنا هذا،هومنْ هوالشخصُ الذي يقبَعُ أوْيَخْتفِيِ خلفَ شاشةِ جهازه الأليكتروني؟:  

الشاشةُ الزرقاءُ،إنَّماهي مرآةٌ صادقةٌ تكشِفُ مَنْ خلفَها،وتُبينُ الحُجُبِ التي يستترُبها خلفَها،وتشرحُ بسَخَاءٍ شرْحاً وافيا ًعن شخصيتِه.

فبِمُجرَّدِ تعليقٍ مُكونٍ من جملةٍ واحدةٍ أوعبارة ٍ مُكونةٍ من بضعة ِ كلماتٍ تَعرفُ كمُطلعٍ لمنشُورٍ ما عليه هذا التعليق أو ذاك الرد أو تلك الكلمات اوهاتيك العبارة،أومُتلقٍ لهذه العبارة بصفةٍ مُباشرةٍ،كتعليقٍ على منشُورٍ لكَ شخصياً،أو ردٍ على تعليقٍ لك،فلكَ أنْ تعرفَ شخصية كاتبِها،أومُصْدِرها وقائلها،فهذه الشاشة مرآةٌ صادقةٌ تعكِسُ لكَ شخصية مَنْ خلفَها،وهلْ له وجهٌ واحدٌ أوقناعٌ أُحاديٌ يستترُخلفَه؟أمْ يختبِئُ خلفَ عدةِ أقنعةٍ زائفةٍ.؟،فتَعرفُ الكثيرَعن شخصيتِه،عن والديْه،وكيفَ كانتْ تربيته.؟،وعن المَدْرسة التي تعلَّم فيها،وعن شخصية مُعلمِيه،وعن أترابِه الذين نشأَ معهم،ونوعية الدراسة التي دَرَسَها،والشارع الذي لعبَ فيه كُرة القدم،هل لعبَ لعبتَه الشهيرة، أومارَسَ هواياتِه في نادٍ مُحترمٍ كانَ مُشتركاً فيه،أوفي ساحةٍ شعبيةٍ،أو في فناءِ مدرستِه،أولعبَ الكرة في الحَاراتِ والأَزِّقةِ.؟،وحينما دفعَ بالكرةِ هو أو زميلُه حطَّم زجاجَ نافذَةِ الجارة الأرملة الحسنَاءِالطيبة،وكسَّرَمِصباح َعمود الإنارةِ على رأسِ الشارِع،فباتَ أهل ُ الحارة ليلتها ورُبما ليالٍ أخرياتٍ في ظلامٍ دامسٍ بسبب رعُونة بعض هؤلاء الصبية،أولاد الشوارع، وسلوكياتِهم غيرالمُتحضرة،أوارتطمَ بكرتِه المُتسخة بتُرابِ الشارعِ،ملابس بيضاءَ منْشُورة في بلكونةٍ لزوجةِالمُحامي الشاب بوسطِ الشارِعِ،والتي عانتْ في غسلِها وتنظيفِها،وهي حاملٌ في شهورِها الأولى، والتي سيحضِرُ بها بعد تجفيفِها وكيِّها جلسة محكمة الاستئناف التي سيُرافعُ فيها صباح الغدِ ويستردَ حقَّ من ضاعَ حقَّه ووكلَّه واستأمنه على ذلك.

لكَ أنْ تعرفَ من خلالِ بضعَ كلماتٍ كتبها بأزرارجهازِه الأليكتورني،من هو ذا الذي يختبئُ خلفَ الشاشة وما هي أخلاقياته،وما يتلَفَّظُ به بلسَانِه.؟،فكما قالَ الشاعر:زُهيْر بن أبي سُلْمَى،وهوشاعرٌ جاهليٌّ له ثقَلُه،فهُومن دعَا للإسلام قبل ظهُورِه،هذا لحنكتِه،وخبرتِه،وحِكمتِه،قال هذا البيْت وهوجزءٌ منْ مُعلَّقَتِه الشهيرةِ:

لِسَانُ الفَتَى نصفٌ ونصفٌ فُؤاده .. فلمْ يبقَ إلَّا صورةُ اللَحمِ والدمِ ..

والذي أضافَ إليه الشاعرُ عبد الله بن مُعاوية على سبيلِ الاقتباسِ هذا البيت :

وكائنٍ فَتَىً منْ مُعجبٍ لكَ حُسْنُه .. زيادتُه أوْ نقْصُهُ فِي التكلُّمِ ..

أيْ أنَّ لسانَ الإنسانِ يُعبِّرُعن نصفِ شخصيتِه،والنصفُ الآخرُ يعَبِّرُعنه قلبُه أوْفُؤادُه،فاللسان يعكس ما في قلب الإنسان من أفكارٍ ومشاعرَ،ولهذا يعتبرُ اللسَانُ مرآةَ تعكِسُ ما بداخل الإنسان من خيرٍ أوشرٍ، من حَسَنٍ أوقُبْحٍ، فاللِسَانُ هوأداةُ الكلامِ،ثُم الكتابة للكلماتِ التي تلَّفَظَ به اللسانُ هي أداةُ البيانِ،فاللِسَانُ والكلمةُ يلعبانِ دورًا كبيرًا في تحديد شخصية الإنسان،فهو يعكِسُ ما يُفكرُ فيه وما يشعرُ به،وما يتلَّفَظُ به،فاللسانُ الصادقُ يعكسُ قلبًا سليمًا،واللسانُ الكاذبُ القبيحُ يعْكِسُ قلبًا مريضًا عليلاً بائساً.

فالكلمةُ لها تأثيرُها في فهم شخصية قائلها،وثقافته،وأنا هُنا لا أقصِدُ بثقافته الشهادات التي حَازَها أوْحصلً عليْها،فرُبَّ كما يقُولُ عنْ نفسِه أكاديمي،وحاصلٌ على عدةِ شهاداتٍ عُلْيا ماجيستيرودكتوراة، أوْحتَى عدة شهاداتِ دكتوراة،ولكنَّه قبيحُ القول،سفيهُ الكلامِ بذِيئُ اللِسَان ِوالعبارة،فالعِلْمُ غيرالثقافة،وليْس كلُ المُثقفين مُتعلمُين،وليس كلُّ المُتعلمين مُثقفين،إنَّما الثقافة سلوكٌ حضَارِي،وأخلاقٌ،فها هوذا الأديب العبقري عبَّاس محمود العقاد صاحب العبقريات،التي تكفيه فخراً بعبقريته ونبُوغه،والذي لمْ يحصلْ سِوَى على الشهادة الإبتدائية،وقيل أنَّه حتَّى لمْ يحصلْ عليْها،وعلَّم نفسَه بنفسِه،وتعلَّمَ وأجاد ثلاث لُغاتٍ أجنبيةٍ،وقرأ أربعين ألف كتابٍ بأكثرَمنْ لُغةٍ،وكتبَ في علومٍ شتَّى،في الأدب والفلسفة،والرياضيات، والجبروالتاريخ،والفَلَكِ،والمُوسيقَى،ولُقِّبَ بالجامِعةِ،وحَصلَ الكثيرُون في مصر والوطنِ العربي،على شهادةِ الدكتوراة في أدب العقاد،منهم د.سكينة فؤاد،وغيرُها،وهذا الموضُوع(أيْ من هوالمُتعلمُ.؟،ومنْ هو المُثقفُ.؟،أو ليْسَ كلُّ المُتعلمين مثقفين،وليس كلُّ المُثقفين مُتعلمين.!) لنا معه لقاء آخرإنْ شاء الله،إنْ كان في العُمْرِ بقيةً.

وبالتالي يبْرُزُأثرُ ذلكَ أي الثقافة،على العلاقاتِ الإنسانية ومدى التوازنِ فيما بينها،من خلالِ انسجامٍ توازني ٍ بين اللسانِ والقلبِ والشخصيةِ والتربية والسلوك والأخلاقِ القويمة والحكيمة،وأهمية اللسان في التعبيرعن الذات،وفهم شخصيتة،لأنَّ اللسان يَعْكِسُ ما بداخلنا من خيروشر،حتَّى أنَّك تستطيعُ أنْ تعرِفَ منْ خلف الشاشةِ من كلماتِه،هلْ هومُخنثٌ أوْ منْ أشباهِ الرجالِ،شخصٌ مائع أخرقُ،يرتدي إسورة على شكلِ ثُعبانٍ في معصمه ويلبسُ ملابس مُزركشةٍ كالنسوةِ،ويُزيِّنُ صدره بقلادةٍ ذهبيةٍ في عنقه مُدلاة على صدرِه،بها قلب،أووردة،مثل الآنسة بدورإبنة الجيرانِ،أوْتتحلَّى إحدى أذنيْه بقرطٍ على شكلِ دائرة وبها جرس،أوسمكة،ويرسمُ وشماً على شكلِ طائرٍأوفراشةٍ أو وجهِ مُطربةٍ على ذراعه أوإحدى كتفيْه، أمردُ،حليق اللحية والشاربِ،ويرسُمُ على جانبي شعر رأسِه أشكالاً كأهراماتِ الجيزةِ،أوكهرم سوزر،أو سقَّارة المُدرجِ،كالتي يرسمُونها على ساقِ وجانبي جوادالسباقِ العربي،ويعقفُ ضفيرةً في مُؤخرة رأسِه ويربطها بشريطٍ حريريٍ أحمرَ،كذيْلِ حصانٍ قاصرٍ لمْ يبلغْ الحُلُمَ بعدُ،مثل الآنسة سُعاد التي كانتْ تلميذتي في الفصل التعليمي،نعم ترى كلَّ هذه المظاهر،وكأنَّك تراه في الواقعِ المُعاش،على الطبيعة، رُؤية عيْنٍ لا تخيلٍ،أوتصورٍ،تتخيَّل ذلكَ كلِّه من خلالِ كلماتِه البذيئةِ،أوالقبيحةِ،والأبيحة(تصيرُبالوجهيْنِ ،من الإباحية).

والمقُولة الشهيرة (المرءُ مخبوءٌ خلف لسانه) :وهي منسُوبة للإمام علي بن أبي طالبٍ رَضِيَ الله عنه وكرَّمَ الله وجهَه،قالَ:(تكَّلَّمُوا تُعْرَفُوا،فإنَّ المرءَ مخبوءٌ تحت لسَانِه)،وهي تُؤكدُ ما نرْمِي إليه من معنىً، تعنِي أنَّ شخصية الإنسان وذكائِه وعقليتِه وسلوكه الشخصي،كل ذلك يتجلى من خلال كلماتِه التي يكتبُها أويتلَّفَظُ بها بمعنى آخر،يُمكنُ الحكمُ على الشخص وتقييمه من خلال ما يقوله،حيث أنَّ الكلماتِ تكشف ُعن خبايا الشخصية والمُستوى العقلي،والأخلاقي والتربوي،والثقافي،والتعليمِي،فهذا يُوضِّحُ أنَّ الكلماتِ هي التي تَكشِفُ عن الشخصية الحقيقية للإنسان،عندما يتكلمُ،يُظهِرُما في داخله من أفكار وآراء وتربية وثقافاتٍ،ويقُولُ سُقراطٌ الحكيمُ:(تكلَّم حتى أراكَ)،وكما يُقالُ:

إذا تكلَّمَ الشخصُ عُرِفَ،وإذا أفصَحَ بلِسَانِه،أبَانَ عنْ شخصيتِه،وكشفَ عن سلوكه وأخلاقِه،وفي هذه المقُولة الحكيمة الكثيرمن الحكمةِ والتأملِ،وتقديرالكلماتِ والاهتمامِ بها،لأنَّها تعكسُ ما في داخلنا من مكنُوناتٍ وأفكارومشاعر،حتَّى الميُول الطائفية،والدينية،تظهرُجليَّاً من أبسطِ العباراتِ،كقول اللهم صلِ على نبِيِّنا ورسولنا الكريِم،أواللهم صلِّ على مُحمدٍ وآلِ بيِته،وهكذا،ومن أمثلةِ ذلك للمَزِيدِ من التوضيحِ:

الكلامُ الطيبُ يدلُ على حُسْن ِأخلاقِه ونقاءِ قلبِه،والكلامُ الجارحُ يدلُ على سُوءِ أخلاقِه،والكلامُ الحكيمُ، يدلُ على ذكائِه وحكمتِه،والكلامُ الجاهلُ يدلُ على نقص في علمِه وفهمِه وسطحيةِ تفكِيرِه.

فالخلاصة :

إنَّ قول المرءُ مخبوءٌ خلفَ لسانِه،هوقولٌ بليغٌ يختصرُحكمةَ العرب في تقديرِ قيمةِ الكلماتِ وأثرِها في كشف شخصية الإنسانِ وتقيِيمِه،وإنَّ الشاشة الزرْقاء مرآةٌ صادقةٌ تعكِسُ من هو الشخص الذي وراءها.

الخاتمةُ:ماذا تفعلُ حينما يقومُ شخص ٌسفيهٌ أحمقُ بتوجيهِ السُبابِ واللعنِ لكَ،أوالكيْل لك بالتُهمِ المُعلَّبَة والمُجهزة مُسبَقاً،ويقدَحُ في شخصيتك،عقلك،ثقافتك،فكرك،،كرامتك،وضميرك،فماذا أنتَ بفاعلٌ حِيَاله.؟:

بالإقصاء والتجاهل،قوةً ليس ضعفاً،ولا خنُوعاً وتخاذلاً ونكُوصَاً،بلْ شدةُ بأسٍ،لأنِّي أتعَاملُ مع الآخر حسب تربيتي أنا،التي تربيْتُ ونشأتُ عليْها،لاهووثقافتي،وأخلاقي التي أتَّسِّمُ بها،ومُستوايَ الفكري الذي أتحلَّى بِه،عملاً بقوْلِ الإمام الفقيه،الشاعرالحكيم،مُحمد بن إدريس الشَافِعِي،رحمه الله،قالَ وأحسن القول:

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ ** فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ **

فَإِنْ كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ َعَنهُ ** وَإِنْ خَلَّيتَهُ كَمَدا ً يَمُوت ُ **

كما يُرْوَى في الأثرِ من بابِ الحكمة ِ:

المثلُ الشعبِي الذي يزْخَرُبالحكمةِ والعِبْرَةِ:"ما ضَرُّنا نبحُ الكلاب وفعلها"يعني أن أفعال وصخب السُفهاءِ لا تضُّرُ ولا تُؤثِّرُ على من هُم أعلى منهُم شأنًاً ومكانة لا ريْب،وهو يُشبِهُ المثل العربي"ما ضرُّالسحابِ نبحُ الكلاب"،والذي يُضربُ للتعبيرعن عدم الاكتراث بكلامِ السُفهاءِ وأفعالِهم التِي لا قيمة لها،وأنَّها لا تُؤثِّرُعلى من هُمْ أهل للمكانة والتقدير،وما ضرُّنا تعبيرٌعن عدم الضرر،أوالتأثيرسلباً،ونُباح الكلابِ استعارة للأصوات العالية والكلام البذيئ الصادر من الحمقى،والسُفهاءِ،أيْ لا كلامهم ولا أفعالهم، العدوانية،وغيراللائِقةِ،وتم اختيارالكلاب،أعزَّكم الله،دون غيرِها،لأنَّها تنْبُحُ دون تمييز،وكذلك يفعلُ السُفهاءُ،فهذا حالُهم سواءً بسواءٍ،ينبحُون دون تمييزٍ،وبلا توقٍفٍ،وهذه الحكمةُ نَسْتَخْدِمُها للدفاعِ عن النفسِ حيالَ من يُحاولُون الإساءةَ أوالتقليل من شأننا،وعدم الاهتمام بآراءٍ وتعليقاتٍ غيرقويمة أو رشيدة، وغيربنَّاءة،وعدم التأثربالانتقادات ِالسلبيةِ.

 


الكاتب 

حسين نصر الدين. 

11/8/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نداء المجد و الكرامة//بقلم الكاتب نسيم خطاطبه

 نداءُ المجدِ والكرامة  أيا عَظَماتِ المجدِ مَرْحى سَئمْنا الجوعَ، قدْ ذُقنا القَرَحا رَبَطْنا البَطْنَ بالحِجْرى صُبَاحًا ونُقْسِمُ أنْ نُع...